سمعت الأذان على عمق 61 متراً تحت سطح البحر
لبناني الأصل يبلغ من العمر 43 عاماً نشأ وترعرع في بيروت ست الدنيا
كما يحلو لأهلها تسميتها بذلك ولد لأسرة تدين بالديانة المسيحية ولكنه لم يكن
ملتزماً وغير مداوم على الذهاب إلى الكنيسة إلا في المناسبات فقط، ولذلك لم يكن
يحضر أي دروس للوعظ والإرشاد ولكن في الوقت ذاته كان لديه العديد من الأصدقاء
المسلمين.
وكان يشاهد المساجد المنتشرة في
بلده وعمارها وهم يسارعون الخطى إليها طلباً في رضوان الله عز وجل، وكثيراً ما كان
هذا المشهد يستوقفه ويسأل نفسه لماذا هؤلاء الناس يذهبون خمس مرات في اليوم
والليلة إلى مساجدهم وخصوصاً في صلاة الفجر التي كثيراً ما كان يشاهد فيها
المسلمين وهو عائد إلى بيته بعض قضاء سهرة أو أحياناً بعد عودته من أداء عمله.
يقول يوسف معلوف الذي أشهر
إسلامه في مبنى دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بقسم المسلمين الجدد في دبي:
كانت حياتي قبل دخولي الإسلام عادية فأنا أحب عملي جداً وكنت أقضى معظم وقتي في
أداء مهامي العملية وهي مهنة الغطس وعلى الرغم من صعوبتها إلا أنني أحبها وأمارسها
بشغف وحب كبيرين.
كما أنني كنت أرى أنه يجب علي أن
استمتع بكل ملذات الحياة لأن الإنسان لا يعيش إلا مرة واحدة فبالتالي كنت آخذ أجمل
ما فيها، من أجل ذلك لم أكن من ضمن المسيحيين الملتزمين الذين يحافظون على الذهاب
إلى دور العبادة وحضور دروس الوعظ والإرشاد بل كنت أذهب إلى الكنيسة في المناسبات
فقط لا غير وكنت لا أمكث فيها طويلاً. ويرجع
ذلك إلى أسباب عدة منها أنني كنت أرى في الدين المسيحي بعض المتناقضات مثال ذلك
كيف يكون الإله له ولد ثم يموت وإذا نظرنا إلى أي شخص مسؤول وله ابن ارتكب أي خطأ
فإنه يدافع عن ابنه بشتى الطرق حتى يطلق سراحه، أضف إلى ذلك أن بعض الرهبان
يتحدثون بكلام ويأتون بأفعال غير التي يقولونها.
ويضيف يوسف معلوف اللبناني الأصل
عن سبب إسلامه فيقول: على الرغم من أن عصر المعجزات قد انتهى إلا أنني أجزم بأنني
شاهدت وسمعت معجزة من معجزات الله سبحانه وتعالى. يقص يوسف معلوف قصة المعجزة التي
شاهدها وسمعها فيقول: كنت في يوم من الأيام على متن مركب لي أنا وصديقي المسلم
نتجول في البحر الأبيض في المنطقة الواقعة بين مدينتين جبيل وحالات وكانت عقارب
الساعة تشير إلى الرابعة والنصف عصراً وأثناء تأدية عملنا إذا بجهاز GBS يعطينا إشارات تدل على أن في قاع البحر من تحتنا يوجد كهف أو
مغارة .
وكانت المسافة تبلغ 42 متراً عمقاً في قاع البحر فما كان منا
إلا أن قررنا النزول إلى هذا الكهف حتى نستطلعه ونصوره ونرى ما بداخله فأعددنا
العدة الخاصة بالغطس ونزلنا فشاهدنا مشاهد خلابة من الشعب المرجانية والنحوتات
الصخرية داخل الكهف بالإضافة إلى أنواع غريبة من الأسماك لم أشاهدها من قبل وأثناء
انهماكنا في مشاهدة هذه العجائب إذا بصوت ينبعث من أرجاء الكهف بلسان عربي مبين
ولم يكن من الصعب علي التعرف
عليه إنه الأذان الشرعي للمسلمين الذي يعلن دخول وقت الصلاة فتعجبت جداً حتى أنني
لم أصدق في بداية الأمر ولكني سألت صديقي المسلم الذي كان معي فأكد لي أنه سمعه
أيضاً وأثناء الأذان قررنا الصعود إلى المركب فوق سطح البحر.
وقد شعرت بشيء لا استطيع أن أصفه
هل هو رهبة أم خوف أم اندهاش غريب لم يحدث لي من قبل ومما زاد هذا الشعور أنني
وجدت زميلي المسلم في حالة ذهول كبيرة جداً ويردد بعض آيات من القرآن الكريم ولكن
لم أفهم معناها فكان يقول بصوت مرتفع تارة وبصوت منخفض تارة أخرى (سنريهم آياتنا
في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق) فصلت الآية 53.
وبعد أن ذهب الذهول من زميلي
بدأت أسأله عما سمعنا فقال لي إنه الأذان فقلت له: نعم أعرف ذلك ثم سألته كيف وصل
هذا الصوت إلى هذا العمق من البحر الذي يبلغ 42 متراً وعمق الكهف الذي يبلغ 19 متراً فكان رده مباشرة إنها معجزة يا يوسف، وبعد مرور ساعتين من
الزمن قررنا النزول مرة ثانية إلى الكهف .
وإذا بنا نسمع هذه المرة الأذان
ثم آيات قرآنية كريمة لم أعرف من أي السور هي مما زاد من روع وذهول صديقي المسلم
الذي أشار إلي بالصعود مرة ثانية إلى سطح المركب ثم وضح لي أننا سمعنا العشر آيات
الأولى من سورة الرحمن ، قال تعالى (الرحمن، علم القرآن، خلق الإنسان، علمه
البيان، الشمس والقمر بحسبان، والنجم والشجر يسجدان، والسماء رفعها ووضع الميزان،
ألا تطغوا في الميزان، وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان، والأرض وضعها
للأنام) .
يكمل يوسف معلوف قصة إسلامه
فيقول: خرجنا من البحر سوياً والحيرة تعلو وجهينا ثم حدثنا بعض زملائنا في العمل
فكان هناك غطاسان إيطاليان معنا فلم يصدقا حديثنا وقررا النزول إلى الكهف في
الصباح وبالفعل ذهبا الاثنان معا . وبعد تحديد المكان لهما قام الغطاسان
الإيطاليان بالهبوط إلى قاع البحر ليسمعا ويشاهدا ما سمعنا وبعد فترة زمنية ليست
بالقليلة خرجا إلينا ونحن ننتظرهما بشغف حتى أقر الاثنان أنهما سمعا صوتاً بشبه
الصوت الذي يخرج من مساجد المسلمين فاندهش كل من مكان على المركب وكبر المسلمون
منهم.
يكمل يوسف فيقول: أيقنت في نفسي
أن ما حدث لي ما هو إلا رسالة لي من رب العالمين حتى أبدأ دراسة الدين الإسلامي
والتعرف عليه أكثر فبدأت أقرأ بعض الكتب الإسلامية التي تدل على وحدانية الله عز
وجل وأن القرآن الكريم هو كلام الله سبحانه وتعالى وأن سيدنا محمد صلى الله عليه
وسلم هو خاتم الأنبياء جميعاً وكنت استمع إلى القرآن الكريم سواء في البيت أو في
السيارة فكنت أشعر بأن هناك شعوراً بالهدوء والطمأنينة يملأ ذاتي.
يقول معلوف في هذه الأثناء وأنا
أشعر أنني بدأت أسير في الطريق الصحيح جاءتني مهمة سفر إلى دبي فجئت وأنا ما زلت
على ديني السابق ولكن المعاملة الحسنة التي وجدتها من أهل الإمارات والأصدقاء هنا
جعلتني أكمل قراءاتي عن الدين الإسلامي.
وكنت كثيراً ما أسأل عن الإسلام فوجهني أحد الأصدقاء المسلمين إلى
إمام المسجد القريب من مسكني فكنت أشعر منه وأنا معه بالطيبة وحسن الخلق إلا أنه
أرشدني إلى دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري فما كان مني إلا أنني اتخذت أعظم
قرار في حياتي وهو دخولي الإسلام حتى أنال رضا الله سبحانه وتعالى في الدنيا
والآخرة.