النفاق35
تعريفه
النفاق في الشرع معناهإظهار الإسلام والخير وإبطان الكفروالشر. سمي بذلك لأنه يدخل في الشرع من باب ويخرج من باب آخر. وعلى ذلك نبه الله تعالى بقوله: (إِنّالْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)35. أي الخارجون من الشرع.وجعل الله المنافقين شراً من الكافرين فقال: (إِن ّالْمُنَافِقِينَ فِي الدّرْكِ الأسْفَلِ مِنَ النّارِ)36. وقال تعالى: (إِن ّالْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ)37 وقال تعالى : (يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالّذِينَ آمَنُوا وَمَايَخْدَعُونَ إِلاّ أَنْفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ * فِي قُلُوبِهِم مّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاًوَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَاكَانُوا يَكْذِبُونَ)38.
أنواعه
النفاق نوعان :
النوع الأول النفاق الاعتقادي : وهو النفاق الأكبر الذي يظهر صاحبه الإسلام ويبطن الكفر- وهذا النوع مخرج من الدين بالكلية وصاحبه في الدرك الأسفل من النار. وقد وصف الله أهله بصفات الشر كلها : من الكفر وعدم الإيمان والاستهزاء بالدين وأهله والسخرية منهم والميل بالكلية إلىأعداء الدين لمشاركتهم لهم في عداوةالإسلام وهؤلاء موجودون في كل زمان،ولا سيما عندما تظهر قوة الإسلام ولايستطيعون مقاومته في الظاهر فإنهم يظهرون الدخول فيه لأجل الكيد لهولأهله في الباطن، ولأجل أن يعيشوامع المسلمين ويأمنوا على دمائهموأموالهم، فيظهر المنافق إيمانه بالله وملائكته وكتبه ورسله واليومالآخر، وهو في الباطن منسلخ من ذلك كله مكذب به، لا يؤمن بالله . وأن الله تكلم بكلام أنزله على بشر جعله رسولاً للناس يهديهم بإذنه وينذرهم بأسه ويخوفهم عقابه. وقد هتك الله أستار هؤلاء المنافقين وكشف أسرارهم في القرآن الكريم وجلى لعباده أمورهم ليكونوا منها ومن أهلها على حذر وذكرطوائف العالم الثلاثة في أول البقرة.المؤمنين والكفار والمنافقين. فذكرفي المؤمنين أربع آيات. وفي الكفارآيتين، وفي المنافقين ثلاثة عشرة آية.لكثرتهم وعموم الابتلاء بهم وشدةفتنتهم على الإسلام وأهله، فإن بليةالإسلام بهم شديدة جداً. لأنهم منسوبون إليه وإلى نصرته وموالاتهوهم أعداؤه في الحقيقة، يخرجونعداوته في كل قالب يظن الجاهل أنه علموإصلاح وهو غاية الجهل والإفساد39.
وهذا النفاق ستةأنواع 40
1- تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم .
2- تكذيب بعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.
3- بغض الرسول صلى الله عليه وسلم.
4- بغض بعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.
5- الفرح و المسرة بانخفاض دين الرسول صلى الله عليه وسلم.
6- الكراهية لانتصار دين الرسول صلى الله عليه وسلم.
النوع الثاني:النفاق العملي : وهو عمل شيء من أعمال المنافقين مع بقاء الإيمان في القلب وهذا لا يخرج من الملة- لكنه وسيلةإلى ذلك ، وصاحبه يكون فيه إيمان ونفاق وإذا كثر صار بسببه منافقاخالصاً والدليل عليه قوله صلى الله عليه وسلم أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً. ومن كانت فيه خصلةمنهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها. إذا أؤتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر)41فمن اجتمعت فيه هذه الخصال الأربع فقد اجتمع فيه الشر وخلصت فيه نعوت المنافقين.ومن كانت فيه واحدة منها صار فيه خصلة من النفاق فإنه قد يجتمع في العبد خص الخير وخصال شر وخصال إيمان وخصال كفرونفاق. ويستحق من الثواب والعقاب بحسب ما قام به من موجبات ذلك ومنه التكاسل عن الصلاة مع الجماعة في المسجد فإنه من صفات المنافقين-فالنفاق شر وخطير جداً وكان الصحابةيتخوفون من الوقوع فيه. قال ابن أبي مليكة: أدركت ثلاثين من أصحاب رسولالله صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه.
الفروق بين
النفاق الأكبر والنفاق الأصغر:
ا- أن النفاق الأكبر يخرج من
الملة والنفاق الأصغر لا يخرج من الملة.
2- أن النفاق الأكبر اختلاف السروالعلانية في الاعتقاد والنفاق الأصغر اختلاف السر والعلانية فيالأعمال دون الاعتقاد.
3- أن النفاق الأكبر لا يصدر من مؤمنوأما النفاق الأصغر فقد يصدر منالمؤمن.
4- أن النفاق الأكبر في الغالب لا يتوب صاحبه ولو تاب فقد اختلف في قبول توبته عند الحاكم .
بخلاف النفاق الأصغر فإن صاحبه قديتوب إلى الله فيتوب الله عليه.
وأما أهل النفاق الأكبر فقد قال الله فيهم: (صُمّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ)42 .
أي إلى الإسلام في الباطن وقال تعالى فيهم: (أَوَلاَ يَرَوْنَأَنّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلّ عَامٍ مّرّةً أَوْ مَرّتَيْنِ ثُمّلاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْيَذّكّرُونَ)43 .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية (وقداختلف العلماء في قبول توبتهم في الظاهر لكون ذلك لا يعلم إذ هم دائماًيظهرون الإسلام)44 .
النفاق في الشرع معناهإظهار الإسلام والخير وإبطان الكفروالشر. سمي بذلك لأنه يدخل في الشرع من باب ويخرج من باب آخر. وعلى ذلك نبه الله تعالى بقوله: (إِنّالْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)35. أي الخارجون من الشرع.وجعل الله المنافقين شراً من الكافرين فقال: (إِن ّالْمُنَافِقِينَ فِي الدّرْكِ الأسْفَلِ مِنَ النّارِ)36. وقال تعالى: (إِن ّالْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ)37 وقال تعالى : (يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالّذِينَ آمَنُوا وَمَايَخْدَعُونَ إِلاّ أَنْفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ * فِي قُلُوبِهِم مّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاًوَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَاكَانُوا يَكْذِبُونَ)38.
أنواعه
النفاق نوعان :
النوع الأول النفاق الاعتقادي : وهو النفاق الأكبر الذي يظهر صاحبه الإسلام ويبطن الكفر- وهذا النوع مخرج من الدين بالكلية وصاحبه في الدرك الأسفل من النار. وقد وصف الله أهله بصفات الشر كلها : من الكفر وعدم الإيمان والاستهزاء بالدين وأهله والسخرية منهم والميل بالكلية إلىأعداء الدين لمشاركتهم لهم في عداوةالإسلام وهؤلاء موجودون في كل زمان،ولا سيما عندما تظهر قوة الإسلام ولايستطيعون مقاومته في الظاهر فإنهم يظهرون الدخول فيه لأجل الكيد لهولأهله في الباطن، ولأجل أن يعيشوامع المسلمين ويأمنوا على دمائهموأموالهم، فيظهر المنافق إيمانه بالله وملائكته وكتبه ورسله واليومالآخر، وهو في الباطن منسلخ من ذلك كله مكذب به، لا يؤمن بالله . وأن الله تكلم بكلام أنزله على بشر جعله رسولاً للناس يهديهم بإذنه وينذرهم بأسه ويخوفهم عقابه. وقد هتك الله أستار هؤلاء المنافقين وكشف أسرارهم في القرآن الكريم وجلى لعباده أمورهم ليكونوا منها ومن أهلها على حذر وذكرطوائف العالم الثلاثة في أول البقرة.المؤمنين والكفار والمنافقين. فذكرفي المؤمنين أربع آيات. وفي الكفارآيتين، وفي المنافقين ثلاثة عشرة آية.لكثرتهم وعموم الابتلاء بهم وشدةفتنتهم على الإسلام وأهله، فإن بليةالإسلام بهم شديدة جداً. لأنهم منسوبون إليه وإلى نصرته وموالاتهوهم أعداؤه في الحقيقة، يخرجونعداوته في كل قالب يظن الجاهل أنه علموإصلاح وهو غاية الجهل والإفساد39.
وهذا النفاق ستةأنواع 40
1- تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم .
2- تكذيب بعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.
3- بغض الرسول صلى الله عليه وسلم.
4- بغض بعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.
5- الفرح و المسرة بانخفاض دين الرسول صلى الله عليه وسلم.
6- الكراهية لانتصار دين الرسول صلى الله عليه وسلم.
النوع الثاني:النفاق العملي : وهو عمل شيء من أعمال المنافقين مع بقاء الإيمان في القلب وهذا لا يخرج من الملة- لكنه وسيلةإلى ذلك ، وصاحبه يكون فيه إيمان ونفاق وإذا كثر صار بسببه منافقاخالصاً والدليل عليه قوله صلى الله عليه وسلم أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً. ومن كانت فيه خصلةمنهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها. إذا أؤتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر)41فمن اجتمعت فيه هذه الخصال الأربع فقد اجتمع فيه الشر وخلصت فيه نعوت المنافقين.ومن كانت فيه واحدة منها صار فيه خصلة من النفاق فإنه قد يجتمع في العبد خص الخير وخصال شر وخصال إيمان وخصال كفرونفاق. ويستحق من الثواب والعقاب بحسب ما قام به من موجبات ذلك ومنه التكاسل عن الصلاة مع الجماعة في المسجد فإنه من صفات المنافقين-فالنفاق شر وخطير جداً وكان الصحابةيتخوفون من الوقوع فيه. قال ابن أبي مليكة: أدركت ثلاثين من أصحاب رسولالله صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه.
الفروق بين
النفاق الأكبر والنفاق الأصغر:
ا- أن النفاق الأكبر يخرج من
الملة والنفاق الأصغر لا يخرج من الملة.
2- أن النفاق الأكبر اختلاف السروالعلانية في الاعتقاد والنفاق الأصغر اختلاف السر والعلانية فيالأعمال دون الاعتقاد.
3- أن النفاق الأكبر لا يصدر من مؤمنوأما النفاق الأصغر فقد يصدر منالمؤمن.
4- أن النفاق الأكبر في الغالب لا يتوب صاحبه ولو تاب فقد اختلف في قبول توبته عند الحاكم .
بخلاف النفاق الأصغر فإن صاحبه قديتوب إلى الله فيتوب الله عليه.
وأما أهل النفاق الأكبر فقد قال الله فيهم: (صُمّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ)42 .
أي إلى الإسلام في الباطن وقال تعالى فيهم: (أَوَلاَ يَرَوْنَأَنّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلّ عَامٍ مّرّةً أَوْ مَرّتَيْنِ ثُمّلاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْيَذّكّرُونَ)43 .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية (وقداختلف العلماء في قبول توبتهم في الظاهر لكون ذلك لا يعلم إذ هم دائماًيظهرون الإسلام)44 .
من مظاهر الشرك في العالم في الزمن الحاضر
تقديم القرابين والنذور والهدايا للمزارات والقبور45
تقديم القرابين والنذور والهدايا للمزارات والقبور45
لقد سد النبي صلى الله عليه وسلم كل الطرق المفضية إلى الشرك وحذر منها غاية التحذير. ومنذلك مسألة القبور فقد وضع الضوابط الواقية من عبادتها والغلو في أصحابها ومن ذلك:
1- انه قد حذر صلى الله عليه وسلم من الغلو في الأولياءوالصالحين. لأن ذلك يؤدي إلى عبادتهم. فقال: (إياكم والغلو فإنماأهلك من كان قبلكم الغلو)46 وقال: (لاتطروني كما أطرت النصارى ابن مريم.إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله)47.
2- وحذر صلى الله عليه وسلم من البناء على القبور كما روى أبوالهياج الأسدي قال: قال لي علي بن أبيطالب رضي الله عنه: (ألا أبعثك على مابعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا تدع تمثالاً إلا طمسته .ولا قبرا مشرفا إلا سويته)48 ونهى عن تجصيصهاوالبناء عليها.
عن جابر رضي الله عنه قال: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تجصيص القبر. وأن يقعد عليه. وأن يبنى عليه بناء)49 .
3- وحذر صلى الله عليه وسلم من الصلاة عند القبور. عن عائشة رضي الله عنها قالت: (لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه . فإذا اغتم بها كشفها. فقالوهو كذلك لعنة الله على اليهودوالنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد. يحذر ما صنعوا ولولا ذلك أبرزقبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجداً)50 وقال صلى الله عليه وسلم: (ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد،ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك )51 واتخاذها مساجد معناه الصلاة عندها وإن لم يبن عليها فكل موضع قصد للصلاة فيه فقد اتخذ مسجداً.كما قال صلى الله عليه وسلم: (جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً)52 ،فإذا بني عليها مسجدفالأمر أشد .
وقد خالف أكثر الناس هذه النواهي وارتكبوا ما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم فوقعوا بسبب ذلك في الشرك الأكبر ، فبنوا على القبورمساجد وأضرحة ومقامات ، وجعلوهامزارات تمارس عندها كل أنواع الشرك الأكبر من الذبح لها ودعاء أصحابهاوالاستغاثة بهم وصرف النذور لهم وغيرذلك- قال العلامة ابن القيم رحمه الله:ومنجمع بين سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في القبور وما أمر به ونهى عنه وما كان عليه أصحابه ، وبين ما عليهأكثر الناس اليوم رأى أحدهما مضاداًللآخر مناقضاً له بحيث لا يجتمعان أبداً. فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلمعن الصلاة إلى القبوروهؤلاء يصلون عندها . ونهى عن اتخاذهامساجد . وهؤلاء يبنون عليها المساجدويسمونها مشاهد ، مضاهاة لبيوت الله .ونهى عن إيقاد السرج عليها وهؤلاءيوقفون الوقوف على إيقاد القناديل عليها ونهى عن أن تتخذ عيداً وهؤلاءيتخذونها أعياداً ومناسك ، ويجتمعون لها كاجتماعهم للعيد أو أكثر. وأمربتسويتها- كما روى مسلم في صحيحه عن أبي الهياج الأسدي قال: قال لي علي بنأبي طالب رضي الله عنه (ألاأبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلمأن لا تدع صورةإلا طمستها ولا قبراً مشرفاً إلاسويته)، وفي صحيحه أيضا عنثمامة بن شفي: قال: (كنا مع فضالة بنعبيد بأرض الروم برودس فتوفي صاحبلنا فأمر فضالة بقبره فسوي. ثم قالسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بتسويتها) وهؤلاء يبالغون فيمخالفة هذين الحديثين ويرفعونها عن الأرض كالبيت ويعقدون عليها القباب إلى أن قال: فانظر إلى هذا التباين العظيم بين ما شرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقصده من النهي عما تقدم ذكره في القبور. وبين ما شرعه هؤلاء وقصدوه، ولا ريب أن في ذلك من المفاسد ما يعجز العبد عن حصره - ثم أخذ يذكر تلك المفاسد- إلى أن قال:ومنها: أن الذي شرعه النبي صلى الله عليه وسلم عند زيارة القبور إنما هوتذكر الآخرة والإحسان إلى المزوربالدعاء له والترحم عليه والاستغفاروسؤال العافية له. فيكون الزائرمحسنا إلى نفسه وإلى الميت. فقلب هؤلاء المشركون الأمر وعكسوا الدين وجعلوا المقصود بالزيارة الشرك بالميت ودعاءه والدعاء به وسؤال حوائجهم واستنزال البركات منه ونصره لهم على الأعداء ونحو ذلك. فصاروامسيئين إلى أنفسهم وإلى الميت ولو لم يكن إلا بحرمانه بركة ما شرعه تعالى من الدعاء له والترحم عليه والاستغفار له. انتهى53.
وبهذا يتضح أن تقديم النذوروالقرابين للمزارات شرك أكبر. سببه مخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الحالة التي يجب أن تكون عليهاالقبور. من عدم البناء عليها، وإقامةالمساجد عليها- لأنها لما بنيت عليهاالقباب وأقيمت حولها المساجدوالمزارات ظن الجهال أن المدفونين فيها ينفعون أو يضرون. وأنهم يغيثون من استغاث بهم ويقضون حوائج من التجأإليهم فقدموا لهم النذور والقرابين.حتى صارت أوثانا تعبد من دون الله -وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد)54 وما دعا بهذا الدعاءإلا لأنه سيحصل شيء من ذلك في غيرقبره صلى الله عليه وسلم وقد حصل في كثيرمن بلاد الإسلام أما قبره فقد حماهالله ببركة دعائه صلى الله عليه وسلم وإنكان قد يحصل في مسجده شيء منالمخالفات من بعض الجهال أوالخرافيين. لكنهم لا يقدرون على الوصول إلى قبره صلى الله عليه وسلم لأن قبره في بيته وليس في المسجد وهو محوط بالجدران- كما قال العلامة ابن القيم رحمه الله في نونيته:
1- انه قد حذر صلى الله عليه وسلم من الغلو في الأولياءوالصالحين. لأن ذلك يؤدي إلى عبادتهم. فقال: (إياكم والغلو فإنماأهلك من كان قبلكم الغلو)46 وقال: (لاتطروني كما أطرت النصارى ابن مريم.إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله)47.
2- وحذر صلى الله عليه وسلم من البناء على القبور كما روى أبوالهياج الأسدي قال: قال لي علي بن أبيطالب رضي الله عنه: (ألا أبعثك على مابعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا تدع تمثالاً إلا طمسته .ولا قبرا مشرفا إلا سويته)48 ونهى عن تجصيصهاوالبناء عليها.
عن جابر رضي الله عنه قال: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تجصيص القبر. وأن يقعد عليه. وأن يبنى عليه بناء)49 .
3- وحذر صلى الله عليه وسلم من الصلاة عند القبور. عن عائشة رضي الله عنها قالت: (لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه . فإذا اغتم بها كشفها. فقالوهو كذلك لعنة الله على اليهودوالنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد. يحذر ما صنعوا ولولا ذلك أبرزقبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجداً)50 وقال صلى الله عليه وسلم: (ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد،ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك )51 واتخاذها مساجد معناه الصلاة عندها وإن لم يبن عليها فكل موضع قصد للصلاة فيه فقد اتخذ مسجداً.كما قال صلى الله عليه وسلم: (جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً)52 ،فإذا بني عليها مسجدفالأمر أشد .
وقد خالف أكثر الناس هذه النواهي وارتكبوا ما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم فوقعوا بسبب ذلك في الشرك الأكبر ، فبنوا على القبورمساجد وأضرحة ومقامات ، وجعلوهامزارات تمارس عندها كل أنواع الشرك الأكبر من الذبح لها ودعاء أصحابهاوالاستغاثة بهم وصرف النذور لهم وغيرذلك- قال العلامة ابن القيم رحمه الله:ومنجمع بين سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في القبور وما أمر به ونهى عنه وما كان عليه أصحابه ، وبين ما عليهأكثر الناس اليوم رأى أحدهما مضاداًللآخر مناقضاً له بحيث لا يجتمعان أبداً. فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلمعن الصلاة إلى القبوروهؤلاء يصلون عندها . ونهى عن اتخاذهامساجد . وهؤلاء يبنون عليها المساجدويسمونها مشاهد ، مضاهاة لبيوت الله .ونهى عن إيقاد السرج عليها وهؤلاءيوقفون الوقوف على إيقاد القناديل عليها ونهى عن أن تتخذ عيداً وهؤلاءيتخذونها أعياداً ومناسك ، ويجتمعون لها كاجتماعهم للعيد أو أكثر. وأمربتسويتها- كما روى مسلم في صحيحه عن أبي الهياج الأسدي قال: قال لي علي بنأبي طالب رضي الله عنه (ألاأبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلمأن لا تدع صورةإلا طمستها ولا قبراً مشرفاً إلاسويته)، وفي صحيحه أيضا عنثمامة بن شفي: قال: (كنا مع فضالة بنعبيد بأرض الروم برودس فتوفي صاحبلنا فأمر فضالة بقبره فسوي. ثم قالسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بتسويتها) وهؤلاء يبالغون فيمخالفة هذين الحديثين ويرفعونها عن الأرض كالبيت ويعقدون عليها القباب إلى أن قال: فانظر إلى هذا التباين العظيم بين ما شرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقصده من النهي عما تقدم ذكره في القبور. وبين ما شرعه هؤلاء وقصدوه، ولا ريب أن في ذلك من المفاسد ما يعجز العبد عن حصره - ثم أخذ يذكر تلك المفاسد- إلى أن قال:ومنها: أن الذي شرعه النبي صلى الله عليه وسلم عند زيارة القبور إنما هوتذكر الآخرة والإحسان إلى المزوربالدعاء له والترحم عليه والاستغفاروسؤال العافية له. فيكون الزائرمحسنا إلى نفسه وإلى الميت. فقلب هؤلاء المشركون الأمر وعكسوا الدين وجعلوا المقصود بالزيارة الشرك بالميت ودعاءه والدعاء به وسؤال حوائجهم واستنزال البركات منه ونصره لهم على الأعداء ونحو ذلك. فصاروامسيئين إلى أنفسهم وإلى الميت ولو لم يكن إلا بحرمانه بركة ما شرعه تعالى من الدعاء له والترحم عليه والاستغفار له. انتهى53.
وبهذا يتضح أن تقديم النذوروالقرابين للمزارات شرك أكبر. سببه مخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الحالة التي يجب أن تكون عليهاالقبور. من عدم البناء عليها، وإقامةالمساجد عليها- لأنها لما بنيت عليهاالقباب وأقيمت حولها المساجدوالمزارات ظن الجهال أن المدفونين فيها ينفعون أو يضرون. وأنهم يغيثون من استغاث بهم ويقضون حوائج من التجأإليهم فقدموا لهم النذور والقرابين.حتى صارت أوثانا تعبد من دون الله -وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد)54 وما دعا بهذا الدعاءإلا لأنه سيحصل شيء من ذلك في غيرقبره صلى الله عليه وسلم وقد حصل في كثيرمن بلاد الإسلام أما قبره فقد حماهالله ببركة دعائه صلى الله عليه وسلم وإنكان قد يحصل في مسجده شيء منالمخالفات من بعض الجهال أوالخرافيين. لكنهم لا يقدرون على الوصول إلى قبره صلى الله عليه وسلم لأن قبره في بيته وليس في المسجد وهو محوط بالجدران- كما قال العلامة ابن القيم رحمه الله في نونيته:
فاستجاب رب العالميـن دعاءه
*** وأحــاطـه بثــلاثــة الجــدران
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(احبكم في الله جميعا مسلم موحد )لا تنسونا من صالح دعائكم *** وأحــاطـه بثــلاثــة الجــدران