بســـــم اللـه الـرحمن الرحيم
السـلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين اللهم يا حليم يا عظيم اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ،
قال تعالى : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا )
يقول ابن كثير في تفسيره لهذه الآية : إن لها أصلا كبيرا في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله أ.هـ
أما بعد :-
أكتب مقالتي هذه ردا على مقــالة .. صالح عاشور .. التي جاءت بعنوان ( بأبي وأمي أنت يا رسول الله )في جريدة الوطن يوم السبت / الموافق 12 / ربيع الأول /1425هـ -1/5/2004 أرد فيها على ما جاء في مقالته من ترهات ما الله بها عليم ، بالإضافة لإقحامه آيات قرآنية في مقالته وتوظيفها في غير محلها وفقا لما يناسب هواه وما ذلك إلا لطمس الحق على من يجهله وذرا للرماد في العيون فبسم الله أبدأ المآخذ على مقالة صالح عاشور :_
1/ المأخذ الأول : أنه كتب ( والإحتفال بمولد حبيب الله يحتاج إلى تقوية العلاقة بسيرته عليه السلام واخذ القدوة الحسنة من حياته \" ومن يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا \" .
لا حظوا معي إخوتي في الله ماذا كتب وتمعنوا في معنى ما كتب !! يعني أن علاقتنا برسولنا الكريم عليه صلوات الله وسلامه لا تتقوى إلا بالإحتفال بمولده أي إحياء بدعة ما أنزل الله بها من سلطان ؛ ثم لا حظوا بالله عليكم كيف أدرج قوله تعالى ( ومن يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلنك عليهم حفيظا ) !!!!!!!
الله أكبر أي بهتان وكذب هذا وهل طاعة الرسول التي جعلها الله عز وجل من طاعته تكون بالإبتداع وبإحياء احتفال المولد أم تكون باتباع ما جاء به ؟؟ لعمري إن ذلك لمن البدع المحدثة بالدين لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفعله ولا خلفاؤه الراشدون ولا غيرهم من الصحابة رضوان الله عليهم ولا التابعون لهم بالإحسان في القرون المفضلة ، وهم اعلم الناس بالسنة وأكمل حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومتابعة لشرعه ممن بعدهم ويكفيك أن تعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ( من أحدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) [رواه البخاري ] أي مردود عليه وقال أيضا صلى الله عليه وسلم : ( أوصيكم بتقوى الله ، والسمع والطاعة ، وإن عبد حبشي ، فإنه من يعش منكم يرى اختلافا كثيرا ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإنها ضلالة فمن أدرك ذلك منكم فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، عضوا عليها بالنواجذ )..[رواه الترمذي ]
2 / المأخذ الثاني : كتب ( وأول مظاهر الاحتفال برسول الله كثرة الصلاة والسلام عليه فهي نعمة أكرم الخالق بها على العبد الذي يصلي عليه ومن صلى الله عليه واحدا صلى الله عليه عشرا والصلاة عليه رحمة وبركة ونور كما في سورة الأحزاب \" هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور\"
أقول أما قولك أن أول مظاهر الإحتفال هو كثرة الصلاة والسلام عليه فلا أدري هل يصلى ويسلم عليه عند من يحييون بدعة الإحتفال فقط في هذا اليوم ثم لا يصلون عليه ولا يذكرونه فيما عداه من الأيام !! أو من حب الرسول أن يذكر فقط في هذا اليوم ثم يعرض عن ذكره بقية أيام السنة ؟؟ الحب اتباع وليس ابتداع.! ثم إنك استشهدت بقوله تعالى \" هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور \" وما دخل هذه الآية بالصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم ؟؟ أم أنك تفتي لتضل بغير علم ! لتعلم أن هذه الآية جاءت في من يكثر الذكر لله تعالى من عباده المؤمنين وانظر تفسيرها إن شئت عند ابن كثير لتعلم أي خطا فاحش ارتكبته في إدراجك لها في غير موضعها لقد كان الأجدر بك أن تستشهد بقوله تعالى ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )
3 / المأخذ الثالث : كتب ( وفي الحديث الشريف عنه \" حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم فما رأيت من خير حمدت الله وما رأيت من شر استغفرت لكم \" رواه البزار من حديث ابن مسعود وأقول ألم ينمو إلى علمك أن هذا الحديث قد ضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة المجلد الثاني رقم 975 وقد فصل في أسباب ضعفه وتكلم فيها بتفصيل مفيد فليرجع إليه وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( من يقل علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار )رواه البخاري وكان الأولى بك تحري صحة الحديث قبل الاستشهاد به وألا تكون كحاطب ليل فنحن نعلم أن هناك من الأحاديث المكذوبة والموضوعة على الرسول صلى الله عليه وسلم وكونك رجعت إلى مسند البزار فهذا لا يعفيك من التأكد من صحة الحديث
4 / المأخذ الرابع : كتب ( والإحتفال بذكرى مولد الرسول صلى الله عليه واله وسلم هو احتفاء بالذكريات التاريخية التي مرت على الأمة ، وبالتالي الإستفادة من هذه المناسبة العظيمة للسير على هداه وتهذيب النفوس والسمو بالأخلاق إذا ما وضعت أمامها تلك الصورة المشرفة لخاتم الأنبياء \" قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم \"
\" فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مماقضيت ويسلموا تسليما \"
وأقول أي ذكريات تاريخية تلك التي تريد أن تحتفي بها ؟؟ وما دخل ا المولد النبوي الذي اتخذتم منه بدعة الإحتفال به بالاحتفاء بتلك الذكريات التاريخية ؟؟ أم أنك تريد أن تتخذ من هذه البدعة موطأ قدم لبدع أخرى الله بها عليم فلا حول ولا قوة إلابالله وهل لا تستفيدون من يوم مولده إلا حينما تحييون بدعة وهل لا تتهذب نفوسكم ولا تسموا أخلاقكم إلا بذلك !!!
وأقول لك إن استشهادك بقوله \" قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم \" هي عليك لا لك لأن المحبة في هذه الآية المعني بها هي محبة الله التي لا تتأتى إلا باتباع ما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم والعمل بما جاء به ظاهرا وباطنا قولا وفعلا وكما ذكرت آنفا المحبة بالإتباع لا بالإبتداع والنائحة المستأجرة ليست كالنائحة الثكلى .!!
يقول ابن كثير في تفسيره \" قال الحسن البصري وغيره من السلف زعم قوم أنهم يحبون الله فابتلاهم بهذه الآية . ثم إنك سقت قوله تعالى ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكمونك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ). مرة أخرى ما دخل هذه الآية ببدعة الإحتفال بالمولد النبوي ؟؟؟ وهذه الآية أصلا يقسم فيها الله تعالى بنفسه الكريمة المقدسة أنه لا يؤمن أحد حتى يحكم الرسول صلى الله عليه وسلم في جميع أموره فما حكم به فيجب الإنقياد له ظاهرا وباطنا .
وأقول نحن نعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد بلغ البلاغ المبين ، ولم يترك طريقا يوصل إلى الجنة ، ويباعد عن النار إلا بينه لأمته ، وكما ثبت في الصحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم ، وينذرهم من شر ما يعلمه لهم .. ) رواه مسلم في صحيحه.
ونعلم أن نبينا صلى الله عليه وسلم هو من أفضل الأنبياء وخاتمهم ، وأكملهم بلاغا ونصحا ولو كان الإحتفال بالموالد من الدين الذي يرضاه الله سبحانه لبينه الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته أو فعل في حياته أو فعله أصحابه رضي الله عنهم جميعا فلما لم يقع شيء من ذلك عـُلم أنه ليس من الإسلام في شيء بل هو من المحدثات التي حذر منها الرسول صلى الله عليه وسلم أمته .
قال تعالى (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )) وختاما أقول لكل من يدعي بشرعية هذه البدعة ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم (من ابتدع بدعة ضلالة لا يرضاها الله ولا رسوله كان عليه مثل آثام من عمل بها لا ينقص ذلك من أوزار الناس شيئا ) رواه الترمذي ومن كان عنده حجة من الكتاب والسنة على شرعية هذه البدعة فليأتي به ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين )
اللهم هل بلغت اللهم فاشهد…
هذا وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان واستغفر الله منه وأتوب إليه وما كان من صواب وسداد فبفضل من الله الكريم المنان ،وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم الأنبياء وسيد الغر المحجلين وشفيعنا يوم الدين وعلى آله وأصحابه الكرام الطيبين والتابعين لهم بإحسان ومن سار على نهجهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(احبكم في الله مسلم موحد) لا تنسونا من صالح دعائكم وجزيتم خيرا
السـلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين اللهم يا حليم يا عظيم اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ،
قال تعالى : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا )
يقول ابن كثير في تفسيره لهذه الآية : إن لها أصلا كبيرا في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله أ.هـ
أما بعد :-
أكتب مقالتي هذه ردا على مقــالة .. صالح عاشور .. التي جاءت بعنوان ( بأبي وأمي أنت يا رسول الله )في جريدة الوطن يوم السبت / الموافق 12 / ربيع الأول /1425هـ -1/5/2004 أرد فيها على ما جاء في مقالته من ترهات ما الله بها عليم ، بالإضافة لإقحامه آيات قرآنية في مقالته وتوظيفها في غير محلها وفقا لما يناسب هواه وما ذلك إلا لطمس الحق على من يجهله وذرا للرماد في العيون فبسم الله أبدأ المآخذ على مقالة صالح عاشور :_
1/ المأخذ الأول : أنه كتب ( والإحتفال بمولد حبيب الله يحتاج إلى تقوية العلاقة بسيرته عليه السلام واخذ القدوة الحسنة من حياته \" ومن يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا \" .
لا حظوا معي إخوتي في الله ماذا كتب وتمعنوا في معنى ما كتب !! يعني أن علاقتنا برسولنا الكريم عليه صلوات الله وسلامه لا تتقوى إلا بالإحتفال بمولده أي إحياء بدعة ما أنزل الله بها من سلطان ؛ ثم لا حظوا بالله عليكم كيف أدرج قوله تعالى ( ومن يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلنك عليهم حفيظا ) !!!!!!!
الله أكبر أي بهتان وكذب هذا وهل طاعة الرسول التي جعلها الله عز وجل من طاعته تكون بالإبتداع وبإحياء احتفال المولد أم تكون باتباع ما جاء به ؟؟ لعمري إن ذلك لمن البدع المحدثة بالدين لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفعله ولا خلفاؤه الراشدون ولا غيرهم من الصحابة رضوان الله عليهم ولا التابعون لهم بالإحسان في القرون المفضلة ، وهم اعلم الناس بالسنة وأكمل حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومتابعة لشرعه ممن بعدهم ويكفيك أن تعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ( من أحدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) [رواه البخاري ] أي مردود عليه وقال أيضا صلى الله عليه وسلم : ( أوصيكم بتقوى الله ، والسمع والطاعة ، وإن عبد حبشي ، فإنه من يعش منكم يرى اختلافا كثيرا ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإنها ضلالة فمن أدرك ذلك منكم فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، عضوا عليها بالنواجذ )..[رواه الترمذي ]
2 / المأخذ الثاني : كتب ( وأول مظاهر الاحتفال برسول الله كثرة الصلاة والسلام عليه فهي نعمة أكرم الخالق بها على العبد الذي يصلي عليه ومن صلى الله عليه واحدا صلى الله عليه عشرا والصلاة عليه رحمة وبركة ونور كما في سورة الأحزاب \" هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور\"
أقول أما قولك أن أول مظاهر الإحتفال هو كثرة الصلاة والسلام عليه فلا أدري هل يصلى ويسلم عليه عند من يحييون بدعة الإحتفال فقط في هذا اليوم ثم لا يصلون عليه ولا يذكرونه فيما عداه من الأيام !! أو من حب الرسول أن يذكر فقط في هذا اليوم ثم يعرض عن ذكره بقية أيام السنة ؟؟ الحب اتباع وليس ابتداع.! ثم إنك استشهدت بقوله تعالى \" هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور \" وما دخل هذه الآية بالصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم ؟؟ أم أنك تفتي لتضل بغير علم ! لتعلم أن هذه الآية جاءت في من يكثر الذكر لله تعالى من عباده المؤمنين وانظر تفسيرها إن شئت عند ابن كثير لتعلم أي خطا فاحش ارتكبته في إدراجك لها في غير موضعها لقد كان الأجدر بك أن تستشهد بقوله تعالى ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )
3 / المأخذ الثالث : كتب ( وفي الحديث الشريف عنه \" حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم فما رأيت من خير حمدت الله وما رأيت من شر استغفرت لكم \" رواه البزار من حديث ابن مسعود وأقول ألم ينمو إلى علمك أن هذا الحديث قد ضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة المجلد الثاني رقم 975 وقد فصل في أسباب ضعفه وتكلم فيها بتفصيل مفيد فليرجع إليه وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( من يقل علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار )رواه البخاري وكان الأولى بك تحري صحة الحديث قبل الاستشهاد به وألا تكون كحاطب ليل فنحن نعلم أن هناك من الأحاديث المكذوبة والموضوعة على الرسول صلى الله عليه وسلم وكونك رجعت إلى مسند البزار فهذا لا يعفيك من التأكد من صحة الحديث
4 / المأخذ الرابع : كتب ( والإحتفال بذكرى مولد الرسول صلى الله عليه واله وسلم هو احتفاء بالذكريات التاريخية التي مرت على الأمة ، وبالتالي الإستفادة من هذه المناسبة العظيمة للسير على هداه وتهذيب النفوس والسمو بالأخلاق إذا ما وضعت أمامها تلك الصورة المشرفة لخاتم الأنبياء \" قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم \"
\" فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مماقضيت ويسلموا تسليما \"
وأقول أي ذكريات تاريخية تلك التي تريد أن تحتفي بها ؟؟ وما دخل ا المولد النبوي الذي اتخذتم منه بدعة الإحتفال به بالاحتفاء بتلك الذكريات التاريخية ؟؟ أم أنك تريد أن تتخذ من هذه البدعة موطأ قدم لبدع أخرى الله بها عليم فلا حول ولا قوة إلابالله وهل لا تستفيدون من يوم مولده إلا حينما تحييون بدعة وهل لا تتهذب نفوسكم ولا تسموا أخلاقكم إلا بذلك !!!
وأقول لك إن استشهادك بقوله \" قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم \" هي عليك لا لك لأن المحبة في هذه الآية المعني بها هي محبة الله التي لا تتأتى إلا باتباع ما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم والعمل بما جاء به ظاهرا وباطنا قولا وفعلا وكما ذكرت آنفا المحبة بالإتباع لا بالإبتداع والنائحة المستأجرة ليست كالنائحة الثكلى .!!
يقول ابن كثير في تفسيره \" قال الحسن البصري وغيره من السلف زعم قوم أنهم يحبون الله فابتلاهم بهذه الآية . ثم إنك سقت قوله تعالى ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكمونك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ). مرة أخرى ما دخل هذه الآية ببدعة الإحتفال بالمولد النبوي ؟؟؟ وهذه الآية أصلا يقسم فيها الله تعالى بنفسه الكريمة المقدسة أنه لا يؤمن أحد حتى يحكم الرسول صلى الله عليه وسلم في جميع أموره فما حكم به فيجب الإنقياد له ظاهرا وباطنا .
وأقول نحن نعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد بلغ البلاغ المبين ، ولم يترك طريقا يوصل إلى الجنة ، ويباعد عن النار إلا بينه لأمته ، وكما ثبت في الصحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم ، وينذرهم من شر ما يعلمه لهم .. ) رواه مسلم في صحيحه.
ونعلم أن نبينا صلى الله عليه وسلم هو من أفضل الأنبياء وخاتمهم ، وأكملهم بلاغا ونصحا ولو كان الإحتفال بالموالد من الدين الذي يرضاه الله سبحانه لبينه الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته أو فعل في حياته أو فعله أصحابه رضي الله عنهم جميعا فلما لم يقع شيء من ذلك عـُلم أنه ليس من الإسلام في شيء بل هو من المحدثات التي حذر منها الرسول صلى الله عليه وسلم أمته .
قال تعالى (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )) وختاما أقول لكل من يدعي بشرعية هذه البدعة ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم (من ابتدع بدعة ضلالة لا يرضاها الله ولا رسوله كان عليه مثل آثام من عمل بها لا ينقص ذلك من أوزار الناس شيئا ) رواه الترمذي ومن كان عنده حجة من الكتاب والسنة على شرعية هذه البدعة فليأتي به ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين )
اللهم هل بلغت اللهم فاشهد…
هذا وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان واستغفر الله منه وأتوب إليه وما كان من صواب وسداد فبفضل من الله الكريم المنان ،وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم الأنبياء وسيد الغر المحجلين وشفيعنا يوم الدين وعلى آله وأصحابه الكرام الطيبين والتابعين لهم بإحسان ومن سار على نهجهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(احبكم في الله مسلم موحد) لا تنسونا من صالح دعائكم وجزيتم خيرا