--------------------------------------------------------------------------------
يعد الهيكل العظمي لجسم الإنسان، الأساس المتين الذي يقوم عليه كل الجسم، وقد أبدع الخالق في بناء هذا الهيكل حيث وضع فيه كل المزايا التي من شأنها أن تعطي للإنسان مرونة الحركة والتنقل، ولكن قد يتعرض هذا الهيكل نتيجة لحوادث خارجية للأذى والكسر. تتكون العظام من نسيج يمتاز بالصلابة ويحتوي على عنصر الكالسيوم، وفي حال تعرض هذا العظم للكسر يصبح كالجرح، فيصاب النسيج بعدم انتظام، وكسور العظام تنقسم لقسمين أوليين الكسور المضاعفة والكسور البسيطة.
أما الأولى فهي التي يصاحب الكسر فيها النزيف وذلك لأن القوة التي تتجمع بمكان معين بالعظم وتسبب الكسر تصيب الجلد فيحدث النزيف، وإذا لم يصل الكسر للجلد ولم يحدث النزيف فيكون هذا الكسر بسيطاً. وهناك تقسيم آخر وهو الكسر الذي يسمى الشرخ والكسر من دون شرخ، أي العظمة في مكانها ولكنها مشعرة، وهناك أشكال للكسر قد يكون فيها العظم فوق بعضه البعض أو أن يكون على شكل زاوية في جهات مختلفة، وفي كافة الحالات يجب أن يعاد العظم لمكانه السليم.
وهناك أيضاً الكسر المتفتت أي أن العظم مقسم لأكثر من جزأين، والهدف من علاج الكسور هو جبر الكسر. ولكي نصل لهذه المرحلة نفسه، يجب إعادة العظم لوضعه السابق قبل الكسر، وأن نبقيه كما هو دون أن يتحرك مرة أخرى، وفي الوقت نفسه بعد جبر الكسر يجب إجراء عملية تأهيل، أي علاج طبيعي للكسر، وذلك لأن العضلات تتعرض لضمور بسبب عدم حركتها طوال فترة التئام الكسر.
ولكي يتم إعادة وضع العظم المكسور لما كان قبل الكسر تأتي عملية إعادة التأهيل والتي تعرف بمرحلة العلاج الطبيعي. وإعادة التأهيل تتم عادة لثلاثة أشياء: وهي المفصل الأعلى للكسر والمفصل الذي يلي الكسر ولضمور العضلات. فالمفصل يتعرض لتيبس والعضلة للضمور وبالتأهيل نحاول إعادة نمو العضلات ونعيد مرونة المفاصل، وهذا التأهيل يتم باستخدام الأجهزة وشخص مختص وخبير يجعل المريض يتمرن ويدفع المفصل للحركة، وهناك طريقتان لذلك، الأولى هي أن يقوم الشخص المتخصص بشد المفصل.
الطريقة الثانية هي قيام المريض بنفسه بتحريك المفصل، وقد يشتكي من الألم عند القيام بذلك وعلى الطبيب المعالج في هذه الحالة إعطاؤه مسكنات الألم، وهناك شيء مهم وهو أن يقنع الطبيب المريض بأن العظم الذي عولج لن ينكسر مرة أخرى وإزالة الخوف من قلبه وإقناعه بمقاومة الألم والاستمرار بالتدريب.
ويبدأ التأهيل بأجهزة مثل أجهزة الأشعة فوق الصوتية وأشعة الموجات القصيرة والمايكروويف وأجهزة المجال المغناطيسي وأجهزة الليزر والعلاج بالطين الساخن، وكل هذه العلاجات تقوم بعمل حرارة تدخل إلى المفاصل والأوعية الدموية وتوصل الدم وتجريه في المفاصل والعظم وتبدأ العضلات في العمل بالطريقة السليمة. وعملية التأهيل تعتمد المدة التي تستغرقها على نوعية الكسر وسن المريض وإذا ما كان رياضياً أو غير رياضي.